مقالات: عيد الفطر السعيد      •      الأخلاق عند الإمام الصادق (ع) (2)      •      مستقبل القراءة في عصر التكنولوجيا      •      الأخلاق بين الاستقامة والانحراف      •      الأخلاق والتربية في أحاديث أهل البيت (ع) (2)      •      مسائل وردود: في لبس ربطة العنق      •      التمتع بالبكر دون إذن وليها      •      هل يجوز أخذ الخيرة للطلاق؟      •      هل يكفي الغسل عن الوضوء؟      •      تحديد القبلة في الطائرة      •     

المسائل والردود » باب
» الجبر والتفويض في حباة الإنسان
» قراءات [ 22117 ] - نشر في: 2011-09-15           [طباعة] [إرسال لصديق]



السؤال:

بسم ألله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة ألله وبركاته . أللهم صلي على محمد و آل محمد, ندعوا ألله أن يحفظكم ويرعاكم ويوفقكم لحفظ الدين و نصرة أهل بيت رسول ألله (ص). لدي أسئلة يشرفني ويسعدني أجابتكم عنها , وهي : 1- هل ألله (سبحانه و تعالى) أجبر الأنسان على الحياة أم خيره؟ 2- هل خيره أم جبره في أختيار صفاته و أمكانياته (مثل : أن يكون ذكر أو أنثى , أن يكون جميل أو ما يقل عنه أوغيره من الصفات و الطاقات أن صح التعبير), أم كان الأمر بين الأثنين كأن يكون أختيار مشروط (مثل عندما تختار كذا تمنع من كذا و/أو يجب أن يكون معك كذا و/أو يجب أن تأخذ كذا)؟ 3- هل خيره أم أجبره أم كان بينهما (مشروط) في أختيار البيئة من مكان و زمان و حال ( في أختيار أهله من الأبوين أو الأخوة أو الأقارب)؟ 4- هل خيره أم أجبر أم كان بينهما في تحديد عمره في الدنيا؟ أني أرى (أن كانت رؤية خاطئة, فبعون ألله وعونكم تُصحح وتُحل الصعاب و تمحى الأوهام و الشكوك و الضنون): أن ألله جل شأنه عادل لا يفرق بين أثنين, خلق الأنفس و أختبرها بأختبارتاً عدة بعدل و مساوات دون تفرقة بين أثنين, فعرف(أن صح التعبير) طاعة و كيفية و حيثية كل نفس بما سلكت وفعل و أختارت بنفسها, و هذا كله في عالم أو عوالم قبل عالم الدنيا, فأعطى كل نفس بما تستحق بحرية و أختار لكن أختيار مشروط أو مقيد حسب ما تستحق تلك النفس. 5- هل من الممكن أن يعطينا ألله (سبحانه) فرصة أخرى في حياة في الرجعة (لدي علم بخصوص الرجعة المباركة), أم لمن يستحقها, فأن كان ممكن فكيف تنال هذه الفرصة أنشاء ألله؟ وفقنا ألله و أياكم لخدمة الدين ولنشر علم آل الرسول صلوات ألله عليه و على أهل بيته أجمعين و على صحبهم المنتجبين؟ السلام عليكم ورحمة ألله و بركاته؟

الجواب:

اعلم إن الله عز وجل عدلٌ حكيم ولا يمكن أن يُتَصور في حقه الخطأ أو الظلم أو عدم اختيار ما يُنافي العدل والحكمة، وأن كُل خَلقٍ خَلقه خلقه لِعلةٍ وحِكمةٍ لا يَعلمها إلا هو، سواء كان بِعقل دون شهوة كالملائكة، أو بشهوة دون عقل كالحيوانات والبهائم، أو بعقل وشهوة كالإنسان. وله المشيئة الإلهية في الذكورة والأنوثة، وليس للإنسان أو لغيره التدخُّل في هذه المشيئة. وأما بالنسبة إلى مسألة أن الإنسان مجبورًا أو مختارًا؛ فإن الله عز وجل قد رسم للإنسان خطين واضحين، وهما: السعادة والشقاء. كما في قوله تعالى: (إنا هديناه السبيل إما شاكرًا وإما كفورًا) الإنسان:3، وكذلك قوله تعالى: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ﴿٧﴾فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴿٨﴾ سورة الشمس، وإلى غير ذلك من الآيات. وأما في الروايات فكثيرة، ومن أوضحها قول الإمام الصادق (ع): لا جبر ولا تفويض، ولكن أمر بين أمرين.

هذا جواب مُختصر نرجو أن تستفيدوا منه لحلحلة ما عندكم من إشكالات حول هذا الموضوع، وللمزيد: يمكنكم الاطلاع على الكتب العقائدية أو الاستماع لمحاضرات السيد كمال الحيدري (حفظه الله)؛ فإنها –إنصافًا- كافية وافية.

 
إلى أعلى إلى الخلف - Back