التبرير الخاطيء:
خشية الوقوع في معصية الزنا أو غيرها من المعاصي العظمى لا تبرر ارتكاب معصية العادة السرية، و ما يتصوره البعض من جواز الاستمناء بإعتباره معصية خفيفة بالنسبة الى الزنا، و أنها بمثابة صمام أمان يُجَّنب الشباب من ارتكاب الزنا و اللواط أو السحاق تبرير خاطيء، و هذا التبرير لا يبيح الحرام ، حيث أن الخطأ لا يصحح بخطأ آخر .
صحيح أن معصية الزنا أشد من معصية العادة السرية ، لكن ليس ذلك مسوغاً شرعياً لارتكاب هذه المعصية، و الرأي الصائب هو أن على من يخشى الوقوع في المعاصي المذكورة أن يلجأ الى الحلول المشروعة التي حث الاسلام غير المتزوجين عليها ، حيث أن الشريعة الاسلاميةلم تترك مشاكل كهذه من دون حلول ناجعة ومؤثرة .
الحلول الناجعة لمشكلة العادة السرية :
لكي تكون معالجة هذه الحالة ناجحة و مؤثرة فلابد أن تكون شاملة و مطابقة لحاجة الشباب و ملائمة لظروفهم الصعبة و العصيبة التي يمرون بها .
وإنا نعتقد بأن لتوعية الشباب و تثقيفه أثراً بليغاً في معالجة الإدمان على هذه العادة ، فمعرفة الحكم الشرعي، ومعرفة مضار هذه العادة وآثارها على حياة الإنسان من النواحي الصحية و المعنوية و النفسية ، إلى غيرها من المعارف المرتبطة، مضافاً الى تقوية الإرادة بصورة عامة، و تقوية الإرادة الدينية (التقوى) بصورة خاصة، إلى جانب السعي في تزويج العزاب و تسهيل أمورهم، و مساعدتهم في بناء الأسرة وفقاً لظروفهم، أو إشباع غرائزهم بواسطة الحل الشرعي الذي جعله الله عز وجل لمثل هذه الظروف و هو زواج المتعة (الزواج المؤقت)، كل هذه الأمور معاً تجعل شبابنا في حصن منيع أمام فوران الشهوة وإغراءات الشياطين المتنوعة يوماً بعد يوم .
أما الحلول فيمكن تلخيصها كالتالي :
1. المبادرة الى الزواج الدائم أو المنقطع حسب ظروف الشخص .
2. الاستعانة بالتقوى وتقوية الارادة الدينية التي تمكن الانسان من الصمود أمام زوابع الشهوة والوساوس الشيطانية .
3. تجنُّب كل ما يثير الشهوة في الانسان من مشاهدة المناظر الخليعة، أو النظر إلى النساء، أو الاستماع الى ما يبعث في الانسان روح الشهوة الجامحة.
4. الاستعانة بالصلوات المستحبة و الصوم .
فقد قال الله عزَّ وَ جلَّ: ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ [1]
ورُوِيَ عن الرسول (صلى الله عليه و آله) أنه قال:" يا معشر الشبان عليكم بالباءة [2] ، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء[3] " .[4]