مقالات: هل تجوز ممارسة العادة السرية لمن يخشى الوقوع في الزنا وما إليها من المعاصي العظمى؟      •      العنف في مرحلة المراهقة مرتبط بالمشروبات الغازية      •      الأخلاق بين الاستقامة والانحراف      •      غريزة حب الذات وكيفية التعامل معها (1)      •      الشباب و التوبة النصوح      •      مسائل وردود: الإفطار عمدًا على أمر محرم (الخامنئي)      •      في قراءة الأبراج      •      الاستمناء في الضرورات الطبية      •      هل أن فضل الله يحلل أكل السمك بجميع أنواعه بالإضافة إلى ثمار البحر؟      •      هل يجوز تقديم الطعام للمفطر عمدًا ؟      •     

» هل تجوز ممارسة العادة السرية لمن يخشى الوقوع في الزنا وما إليها من المعاصي العظمى؟
» الكاتب: الشيخ صالح الكرباسي - قراءات [ 7964 ] - نشر في: 2009-07-18           [طباعة] [إرسال لصديق]


التبرير الخاطيء:

خشية الوقوع في معصية الزنا أو غيرها من المعاصي العظمى لا تبرر ارتكاب معصية العادة السرية، و ما يتصوره البعض من جواز الاستمناء بإعتباره معصية خفيفة بالنسبة الى الزنا، و أنها بمثابة صمام أمان يُجَّنب الشباب من ارتكاب الزنا و اللواط أو السحاق تبرير خاطيء، و هذا التبرير لا يبيح الحرام ، حيث أن الخطأ لا يصحح بخطأ آخر .

صحيح أن معصية الزنا أشد من معصية العادة السرية ، لكن ليس ذلك مسوغاً شرعياً لارتكاب هذه المعصية، و الرأي الصائب هو أن على من يخشى الوقوع في المعاصي المذكورة أن يلجأ الى الحلول المشروعة التي حث الاسلام غير المتزوجين عليها ، حيث أن الشريعة الاسلاميةلم تترك مشاكل كهذه من دون حلول ناجعة ومؤثرة .

الحلول الناجعة لمشكلة العادة السرية :

لكي تكون معالجة هذه الحالة ناجحة و مؤثرة فلابد أن تكون شاملة و مطابقة لحاجة الشباب و ملائمة لظروفهم الصعبة و العصيبة التي يمرون بها .

وإنا نعتقد بأن لتوعية الشباب و تثقيفه أثراً بليغاً في معالجة الإدمان على هذه العادة ، فمعرفة الحكم الشرعي، ومعرفة مضار هذه العادة وآثارها على حياة الإنسان من النواحي الصحية و المعنوية و النفسية ، إلى غيرها من المعارف المرتبطة، مضافاً الى تقوية الإرادة بصورة عامة، و تقوية الإرادة الدينية (التقوى) بصورة خاصة، إلى جانب السعي في تزويج العزاب و تسهيل أمورهم، و مساعدتهم في بناء الأسرة وفقاً لظروفهم، أو إشباع غرائزهم بواسطة الحل الشرعي الذي جعله الله عز وجل لمثل هذه الظروف و هو زواج المتعة (الزواج المؤقت)، كل هذه الأمور معاً تجعل شبابنا في حصن منيع أمام فوران الشهوة وإغراءات الشياطين المتنوعة يوماً بعد يوم .

أما الحلول فيمكن تلخيصها كالتالي :

1. المبادرة الى الزواج الدائم أو المنقطع حسب ظروف الشخص .

2. الاستعانة بالتقوى وتقوية الارادة الدينية التي تمكن الانسان من الصمود أمام زوابع الشهوة والوساوس الشيطانية .
3.  تجنُّب كل ما يثير الشهوة في الانسان من مشاهدة المناظر الخليعة، أو النظر إلى النساء، أو الاستماع الى ما يبعث في الانسان روح الشهوة الجامحة.

4. الاستعانة بالصلوات المستحبة و الصوم .

فقد قال الله عزَّ وَ جلَّ: ﴿وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ [1]

ورُوِيَ عن الرسول (صلى الله عليه و آله) أنه قال:" يا معشر الشبان عليكم بالباءة [2] ، فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء[3] " .[4]



[1] القرآن الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 45 ، الصفحة: 7.

 

[2] الباءة : الجماع ، ثم قيل لعقد النكاح ، مجمع البحرين : 1/429 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي، المولود سنة: 979 هجرية بالنجف الأشرف / العراق، و المتوفى سنة: 1087 هجرية بالرماحية ، و المدفون بالنجف الأشرف / العراق، الطبعة الثانية سنة: 1365 شمسية، مكتبة المرتضوي، طهران / إيران .

 

[3] الوِجاء : رض عروق البيضتين حتى تنفضح فيكون شبيها بالخصاء ، و قيل : هو رض الخصيتين ، شُبِّه الصوم به لأنه يكسر الشهوة كالوِجاء ، مجمع البحرين : 1 / 429.

 

[4] عوالي اللآلي : 1/257.

 
إلى أعلى إلى الخلف - Back

 

أنت الزائر رقم
2302