قد يقول البعض بأن عصرنا الحاضر يتميز بسلطة الأبناء على الآباء بعكس الماضي، إلا أن الإحصائية التي أجراها موقع "عهد التكليف" التابع لحوزة الإمام أمير المؤمنين (ع) بالبحرين أظهرت عكس ما يتصوره البعض في هذه المسألة، حيث جاءت البيانات كالتالي:
الاستطلاع: "يقول البعض أن عصرنا الحاضر يتميّز بأنه عصر سلطة الأبناء وليس سلطة الآباء كما كان في السابق، ولذلك أصبحت مهمة الآباء والمربيّن أصعب في توجيه المراهقين.. هل توافق هذا الرأي؟".
النتائج:
غير موافق [14 صوت] بنسبة 48.2%
موافق بشدة [5 أصوات] 17.2%
موافق [4 أصوات] بنسبة 13.7%
موافق نوعًا ما [6 أصوات] بنسبة 20.6%
وجاءت بعض الآراء التي تهتم بهذه المشكلة، على موقع (مهرجان التكليف الشرعي) الذي تعده منطقة صفوى في المملكة العربية السعودية، تقول باختصار بأن المراهقة مرحلة صعبة جدًا، ويجب على الآباء الحرص الشديد في التعامل معهم، والتقرب منهم أكثر حتى يصبح الوالدين بمثابة الصديقين إلى الابن المراهق وحل مشاكله بطريقه ملائمة وطريقة سليمة ترتكز على الأسس الإسلامية الواعية والرصينة.
ولعل البعض يذهب برأيه القائل بأن سلطة الآباء على الأبناء هي التي تنفذ في يومنا هذا، ويدعم رأيه بالتكنولوجيا المعاصرة لحياتنا، حيث الإنترنت والشاشات الفضائة وغيرها.
ولو سلطنا الضوء على الجرائم التي تعاصر المراهق في هذه الفترة العمرية الحرجة، لوجدناها عامل أساسي للتسلّط على الوالدين واكتساب روح الرجولة الخاطئة التي يتصورها بعض المراهقين.
ومع التأكيد على احترام رأي الطفل، ولكن لا بد من ضرورة فرض السيطرة وتدخل الأهل لمراقبته وتوجيهه وضبطه وتحديد الوقت له وعدم تركه بمفرده لساعات طويلة أمام هذه الفضائيات لمنعه عن كل ما لا فائـدة فيـه وذلك من خلال الحوار العفوي والمناقشة الصريحة لمساعدته في الفهم والإستيعاب والإسـتفادة مما يشاهده أو مما يستعمله من أدوات أخرى في حياته كي يكون إبنًا صالحًا ومفيـدًا للمجتمـع في ضوء معطيات العصر الذي يعيش فيه[1].
ولعل بعض الآباء لا يستطيعون التواصل مع الأبناء وذلك بسبب ضروف العمل والانشغالات التي تصاحبهم، إلا أنَّه يجب على الوالدين مراقبة المراهق خصوصا في هذه المرحلة الحرجة، لكونها مرحلة تحديد المصير والمستقبل وصقل الشخصية والثقة بالنفس.
_______________
(1) رأي السيد كاظم الكرزكاني على موقع التكليف الشرعي بخصوص هذا المشكلة.