ثانياًَ : كيف
تقضي وقت فراغك؟:
اسأل الله تعالى أن يجعل المسجد مهوى
فؤادك .. وقرَّةَ عينك، وأن تكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ
إلا ظلّه:
(( وشاب نشأ في طاعة الله .. ورجلٌ قلبه
معلَّقٌ في المسجد، إذا خرج منه حتى يعود
إليه )) ().
حاول أن تستفيد من وقت إجازتك في حفظ
شيء من كتاب الله تعالى .. ومطالعة الكتب الإسلامية، وحضور مجالس القرآن والعلم..
واسأل الله تعالى أن يجعلك ممن نزلت
عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة. قال عليه الصلاة والسلام:
(( ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله
يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة،
وحفَّتهم الملائكة، وذكرَهمُ الله فيمن عنده )) ().
أليس جميلاً أن يذكرك الله تعالى فيمن
عنده .. وأن تحفّك الملائكة رضاءً لك؟!..
كان الشباب من السلف الصالح يتسابقون في
تلاوة القرآن وحفظه؛ فقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – عن
نفسه:
جمعتُ القرآن فقرأته كلَّه في ليلة..
فقال لي رسول الله r:
(( إنني أخشى أن يطول عليك الزمان ..
وأن تملَّ؛ فاقرأه في شهر )).
فقلتُ: دعني أستمتع من قوتي وشبابي.
قال: (( فاقرأه في عشر )) (أي في
عشرة أيام).
فقلتُ: دعني أستمتع من قوتي وشبابي.
قال: (( فاقرأه في سبع ))
فقلتُ: دعني أستمتع من قوتي وشبابي،
فأبى ().
انظروا إلى هذا الشاب الذي يلحُّ على
رسول الله r بأن يستمتع بقوته وشبابه! ولكن بماذا؟..
هل بارتياد الشواطئ والسباحة المختلطة
مع الفتيان والفتيات؟.
أم بالتفحيط
في الشوارع المزدحمة بالسيارات؟.
أم بمعاكسة البنات أمام المدارس في
الطرقات؟.
أم باللعب بالورق والبلوت وغيرها في
الأمسيات والسهرات؟.
أم بالجلوس أمام التلفاز ومتابعة
الأفلام والمسلسلات؟.
لا .. وألف لا .. إنه يريد أن يقرأ
القرآن كلَّه بأقل من سبع ليالٍ! فهل يأذن له الرسول عليه الصلاة والسلام؟.
لا .. لأنه يريد له الاعتدال حتى في
العبادة .. كي لا يملّ فينقطعَ عن قراءة القرآن!!. كان الإمام الشافعي يقسم الليل
ثلاثة أجزاء: ثلثاً للعلم، وثلثاً للعبادة .. وثلثاً للنوم .. وكان يختم القرآن في
رمضان ستين مرة كل ذلك في الصلاة.