عندما نتحرك في خط العمل الإسلامي فإن علينا ان نعرف الإسلام، فلا يكفي أن ننفتح على الإسلام بطريقة ضبابية، او أن ننادي بالإسلام من دون أن نعرف الخطوط الأصيلة له، ومن دون أن نعرف المفردات المنهجية للإسلام، ومن دون ان نعرف الحلول التي يقدمها الإسلام إلى العالم، فان تعمل للإسلام قيادة في موقع ثقافي، أو قيادة في موقع سياسي، او قيادة في موقع اجتماعي، لا بد أن يكون لديك وعي الإسلام ولن يكون لديك مثل هذا الوعي إلا إذا كان لديك وعي القرآن، فمن لا يقرآون القرآن علماً وثقافة وروحاً وحركة ليسوا مؤهلين أن يكونوا في أيّ موقع قيادي للإسلام، لأن القرآن هو النور الذي يضيء الطريق.
ولعلّ مشكلتنا ـ أيّها الأحبة ـ فيما نأخذ به من مواقع الثقافة والعلم، هي أن القرآن يعيش على هامش ثقافتنا الحوزوية، وأن الكثيرين ممن ينفتحون على الفقه علما لا ينفتحون على القرآن علماً، ولذلك فإنهم قد يتصورون الانحراف استقامة والاستقامة انحرافا، وقد يتصورون الضلال هدى والهدى ضلالة. فلن نعرف الإسلام إلا إذا قرانا رسول الله (ص) بكلّه، وقرأنا علياً وأبناءه الطاهرين "ع" بكلّهم، بأن نقرأهم فيما يعيشونه مع الله وفيما قدموه للأمة من فكر وهدى وفي مسيرتهم في الحياة، وأن نقرأهم في الشهود ولا نقرأهم في الغيب فقط وإن كانت لديهم مساحة كبرى في الغيب، لكن مشكلة الكثيرين أنهم عاشواٍ مع الأنبياء والأولياء في الغيب ففقدوا معرفتهم للأنبياء وللنبوات في عالم الشهود، فضاع الغيب منهم عندما ضاع الشهود، لأن الغيب مرتبط بالشهود كما أن الشهود منفتح على الغيب.