ما الغاية لخلق الإنسان؟ ونزوله على وجه هذه الكرة الارضية؟ هناك العديد من الأهداف والغايات التي خلق من أجلها الإنسان، فبما أنه خلق لهذه الغايات والأهداف، ولأنْ يكون منشغلا بالأمور التي تحقق هذه الأهداف والغايات، لا بد عليه أن يسعى لتحقيقها.
فهناك أفراد يموجون مع موج الدنيا، ويصابون بالفراغ! ربما يكون هذا الفراغ قاتل بالنسبة لهم ولكنهم لا يشعرون به، فهناك العديد من الوسائل والأنشطة التي ربما يصدق القول عليها بأنها: "الموت غير المباشر"، و قِس هذا -أنت-، وادرج (الفراغ) من ضمنها.
في وقت كنت فيه أقرأ أحد الكتب، أو ربما أستمع لبعض المحاضرات، كان هناك كلام لطيف جدًا، يؤخذ في عين الاعتبار لأحد علماء النفس يقول: "إن من لطف الله بنا؛ أنه عندما نستيقظ صباحًا، نرى أن هناك أعمالاً لا تنتهي لا بد أن نقوم بها". هذا الكلام إن استطعت أن أطلق عليه (كلام عجيب) فلعلّي أكون صادقًا في إطلاقي عليه هذا اللقب -نوعا ما-.
كيف يتولد الفراغ؟ إن الفراغ يتولد -عند الفرد- من عدم إدارة وقته وتنظيمه بشكل مقبول -فضلا عن كونه تنظيمًا جيدًا-. فليس من حقنا أن نظلم وقتنا اليومي وأن نخربه بالتنظيم غير الهادف وربما ييكون الفرد فيه (فردًا مبعثرًا) لتنظيمه الفاشل لوقته، و يفشل بعدها، كما في الحكمة المعروفة (إن لم تخطط للحياة، فقد خططت للفشل).
"إن من المؤسف حقًا أن ينشغل البعض بمختلف أنواع اللهو، بدعوى قتل الفراغ، وكأنّ الوقت عدو لدود يجب قتله!.. وهذا يدل على أنه نسي الهدف الذي خلق لأجله.. وأنه جُعل في الأرض خليفة!.."
وعند تسليط الضوء على (ما هي الغاية لخلق الإنسان؟) يجب أن تتسائل عن (ما هيّة الإنسان؟)، وما هي الإمكانات الكامنة في الوجود الإنساني، وما هي الكمالات الممكنه له؟. وهنا نترك الحديث في هذا المجال لكونه يدخل ضمن بحثًا غزيرًا جدًا ونظريات فلسفية معقدة و كثيرة!.
إن انشغال الوقت بالأمور النفعية يصنع لنا جيلاً يُعتمد عليه –حقًا- في الأيام المستقبلية والأحداث التي ستقع فيه، وهذا يؤدي لتأمين حياة أفراد قادرين على تفهّم أوضاعهم وحلها بأسهل وأفضل القرارات الممكنة. فهناك العديد من الأنشطة والفعاليات التنموية، كـ القراءة والكتابة، والبحث والمطالعة، والتعلّم بنوعيه -النظامي والذاتي-، ومنها في عصرنا الحاضر، الإستعمال الإيجابي لوسيلة الانترنت، والاستعانة به في المنفعة التي تحقق السعادة للفرد والمجتمع.
الآن، ما نتيجة شغل الفراغ، وماذا يجب أن يكون الإنسان في كونه إيجابيا أو نفعيا مستقبلا، أنت تحدده!