مقالات: الشباب في القرآن الكريم      •      تاريخ الطب      •      همسة في الإجازة | كيف تقضي وقت فراغك؟      •      ليلة القدر      •      الحجاب الشرعي      •      مسائل وردود: تحديد القبلة في الطائرة      •      تكوين العلاقات عبر الإنترنت      •      هل یجوز كتابة الرسائل الغنائیة وبیعها للملحن ؟      •      تقدم شاب لخطبة فتاة هل يصح أن تقول له ماضيها      •      ما هو حكم سماع الأغاني إذا كانت لم تؤثر علی واجبات العبد تجاه ربه؟      •     

في سن التكليف «
» شروط التكليف
» الكاتب: آية الله العظمى السيد كاظم الحائري - قراءات [ 9785 ] - نشر في: 2008-08-31           [طباعة] [إرسال لصديق]


للتكليف شروط عامّة، وهي كما يلي:

أوّلا: البلوغ، فلا يتّجه التكليف إلى الإنسان ـ رجلا كان أم امرأةً ـ إلاّ إذا بلغ.

وللبلوغ تقدير شرعي محدّد يأتي شرحه. فغير البالغ ليس بمكلّف; ونعني بذلك أنّ جانب الإلزام والمسؤولية الاُخروية ـ العقاب في الآخرة ـ من أحكام الله تعالى لا يثبت بشأن الإنسان غير البالغ، فلو كذب أو ترك الصلاة لا يعاقب يوم القيامة; نظراً إلى وقوع ذلك منه قبل بلوغه.

ولكن ينبغي الالتفات إلى ما يلي:

أـ إنّ ذلك لا يعني عدم كون الولي مسؤولا عن تصرّف هذا الإنسان غير البالغ وتوجيهه وإنزال العقاب به في حالات التأديب، فالولي من أهله يجب عليه أن يقيه النار والتعرّض لسخط الله تعالى عند بلوغه; وذلك بأن يهيّئه قبل البلوغ للطاعة، ويقرّبه نحو الله تعالى بالوسائل المختلفة للتأديب: من الترهيب والترغيب والتعويد والتثقيف، عملا بقوله تعالي: (قُوا أنْفُسَكُمْ وَأهْلِيْكُمْ ناراً وَقُودُها النّاسُ وَالحِجارَةُ عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ لا يَعْصُونَ اللهَ مَا أمَرَهُمْ ويَفَعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون)[2].

وإذا أدّى الولي كلّ ما عليه ولم يفلح في حمل ولده على الهدى والصلاح فلا وزر عليه من هذه الناحية.

ب ـ إنّ إعفاء غير البالغ من المسؤولية الاُخروية وما تمثّله من الإلزام لا يعني عدم استحسان الطاعة منه وعدم وقوع العبادة صحيحة إذا أدّاها بالصورة الكاملة، فيستحبّ منه ما يجب على البالغ وما يندب إليه البالغ من عبادات، على أن لا تكون مضرّةً بحاله.

وينبغي للصبي أن يبدأ بالتعوّد على الصلاة إذا أكمل سبع سنين، وعلى الصيام إذا أكمل تسع سنين، ولو بأن يصوم قسطاً من النهار ثمّ يفطر إذا أجهده الصوم وغلب عليه العطش أو الجوع.

ثانياً: العقل، ونقصد به: أن يكون لديه من الرشد ما يمكن أن يعيَ به كونه مكلّفاً، ويحسّ بمسؤولية تجاه ذلك.

فلا تكليف للمجنون، أو الأبلَه الذي لايدرك الواضحات; لبلاهته وقصور عقله.

ثالثاً: القدرة، قال الله سبحانه وتعالى: (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إلاّ وُسْعَها)[3]. فمن عجز عن الطاعة كان معذوراً وسقط عنه التكليف، سواء كان التكليف أمراً وإلزاماً بشيء وقد عجز عنه ـ كالمريض يعجز عن القيام في الصلاة ـ أو نهياً وتحريماً لشيء وقد عجز عن اجتنابه وتركه، كالغريق يعجز عن اجتناب الخطر.

الإسلام ليس من الشروط العامة للتكليف، فالتكاليف الشرعية كما تتّجه إلى المسلم تتّجه إلى الكافر أيضاً، ويستثنى من ذلك وجوب قضاء الصلاة والصيام، فإنّ الكافر يُخاطَب شرعاً بالصلاة والصيام في أوقاتهما، ولكن لا يخاطب بوجوب قضائهما.

 
إلى أعلى إلى الخلف - Back

 

أنت الزائر رقم
1011