هناك بشكلٍ عام خمسة سوائل تخرج من الأفراد قبل البلوغ وبعده، ولكلّ واحد منها علائمه وخصوصياته وأحكامه التي سنوضّحها فيما يأتي:
1 ـ الإدرار أو البول: وهو سائل يخرج من جميع الأفراد سواءٌ في ذلك البالغ منهم وغيره، رجلاً كان أو امرأة، وهو يخرج منهم عدّة مرات في اليوم والليلة ولونهُ معروف، وهو نجسٌ فلابدّ من تطهير موضع خروجه بالماء.
2 ـ الوَدْي: سائلٌ رطب ولزج شبيه برشح المصاب بالزكام، يخرج من مجرى الإدرار بعد انقطاع البول بلا هياج جنسي، وهذا السائل في ذاته ليس نجساً ولا يحتاج إلى تطهير موضع خروجه أو ملاقاته، ولكن لو أنّ الشخص لم يستبرئ بعد البول، فإنَّ الودي سيكون قد لاقى البول فينجس لذلك، فلابدّ حينئذٍ من تطهير موضع خروجه بالماء.
3 ـ المَذْي: وهو سائل يترشّح بعد المداعبة والهياج الجنسي لأجل عملية الجماع، وهو لزج أيضاً ولونهُ أبيض رقيق، وهو طاهرٌ لا يتنجّس الثوب والبدن بملاقاته، وقد ذَكر الدكتور (ابراهام استون): تخرج قبل الإنزال ترشّحات قليلة لزجة ليست من المني، وفائدتها: إبطال مفعول الحوامض الأسيدية في البول، والتي تقتل الحيوانات المنويّة لولا وجود هذه الترشّحات.
4 ـ الوَذي: سائل رطب ولزج أبيض اللون يخرج من الرجل بعد الجنابة وخروج المني، وهو طاهرٌ في ذاته أيضاً، فإذا لم يُلاقِ المَني، أو كان الرجل قد استبرأ بعد خروج المَني، فلا حاجة إلى تطهيره، قال الإمام الصادق (عليه السلام): (وأمّا الوَذي: فهو الذي يخرج من الأدواء ولا شيء فيه).
5 ـ المَني: سائلٌ أبيض شبيه ببياض البيضة، وله رائحة العجين الحامض، يَخرج عند الجماع والاحتلام، ومقدارهُ في كلّ مرّة ـ كما يقول علماء الأحياء ـ ملعقة اعتيادية، ويكون حاوياً على مئتين إلى خمسمئة مليون حيمن.
وعلائم المَني الذي يوجب خروجه الجنابة: عبارة عن ثلاث حالات كما هو موجود في الأحاديث وكُتب الفقه:
1 ـ الخروج بِدفق.
2 ـ استشعارُ الإنسان للّذة والنشاط.
3 ـ استشعارُ الفتور والارتخاء بعد خروجه.
ويكفي في المرأة والمريض حصول الشهوة فقط وإن لم يخرج المَني بدفق، وعندها تحصل الجنابة بمجرّد اللذّة والشهوة.
وعليه: فمن بين هذه السوائل الخمسة يكون الوذْي، والمذْي، والودي، سوائل طاهرة في نفسها، ولا تحتاج إلى تطهير أو وضوء أو غُسل، وأمّا البول فهو نجسٌ فلابدّ من تطهير موضع ملاقاته، ولابدّ من الوضوء بعده لأجل أداء الصلاة، وأمّا المَني فهو يُبطل الوضوء أيضاً، ولكن لابدّ من الغُسل بعد خروجه.