ما الذي يحدث للفتاة فجأة؟
ولماذا تحول الفتاة التخفي بجسمها أو ببعض أعضاء جسمها عن الكبار؟
ولماذا تقلد الفتاة أمها وقد تستولي على ملابسها واكسسواراتها إذا شارفت على البلوغ؟
أسئلة كثيرة واستفسارات عديدة تطرح نفسها مع النضج المبكر للفتاة، فنجد الإجابة عنها في علم النفس: "إن جسد المراهق يواجه عملية تحول كاملة في وزنه وحجمه وشكله، ويُعد هذا التحول الجسدي ميزة لمرحلة المراهقة، ومن أبرز معالمها".
وتتعجب الأم كثيرًا عندما تفاجأ بها وقد تغير طولها وزاد وزنها، وبدت عليها سمات أجسام النساء.
ـ هذه التغيرات التي تصيب الفتاة تتصف بالجدة والسرعة والتزامن، مما يجعلها ملحة ومستغربة لدى الفتاة وأهلها:
1- الجدة: المقصود بها أن معظم التغيرات التي تحدث بجسم المراهقة هي تغيرات جديدة في نوعها لم تسبق للمراهقة المرور بها من قبل، فظهور الشعر في مواضع معينة، وظهور الطمث، وتغير الصوت للنعومة، وإفرازات الغدد التناسلية كلها تغيرات نوعية جديدة تظهر على المراهقة وتبرز في جسدها أو هيئتها أو حديثها، وهي توحي لها بأن في الأمر جديد، وأن وضعها قد اختلف عما سبق من حال، وأنها تستعد لعمل جديد ومهمة مختلفة بقدر اختلاف حالتها وتحولات جسدها.
2- السرعة: فالسرعة في نمو العظام وفي زيادة الوزن والطول تكون ملفتة ومفاجأة للمراهقة ولبيئتها، وتقوم هذه التغيرات بتحويل الطفلة إلى عالم جديد، وفي نفس الوقت تكون في مجال نفسي عجيب وغامض، وفي مرحلة انعدام وزن، فهي لا تعرف موقعها هل تنتمي إلى عالم الكبار لها ما لهم وعليها ما عليهم، أما أنها مازالت منتمية إلى عالم الصغار.
3- هذه التغيرات متزامنة ومتقاربة: فالتغير لا يحدث لجزء واحد، وهو لا يحدث لعدة أجزاء من الجسم في أوقات متباعدة، بل إن هذه التغيرات متزامنة ومتتابعة تحدث في فترة محدودة.
المصدر: [المراهقون د/عبد العزيز محمد النغيمشي]