مقالات: المنهج التربوي الإسلامي وصناعة الإنسان      •      تأثير الألوان على الشخص      •      غريزة حب الذات وكيفية التعامل معها (2)      •      وسائل الشيطان      •      رسالة المسجد      •      مسائل وردود: ما حكم الأنوثة في هذه الحالة؟      •      وضع المصاحف في غرف النوم      •      الرذاذ المتناثر عند غسل الجروح      •      السجدات الواجبة والمستحبة في القرآن      •      هل يجوز السماع للاناشيد الاسلامية بقصد التمتع بصوت المنشد؟      •     

التكليف في الفقه «
» مفطرات الصوم: إدخال الغبار الغليظ إلى الجوف متعمِّدًا فيه الصائم
» الكاتب: سماحة الشيخ محمد جعفر السعيد - قراءات [ 3486 ] - نشر في: 2008-12-29           [طباعة] [إرسال لصديق]


إذا أدخل الصائم الغبار الغليظ إلى الجوف متعمدًا، يكون صومه باطلاً، ولكن لو أمكنه التحرّز ولم يتحرّز، فصومه يكون باطلاً أيضًا لكونه في حكم المتعمد. وقد يأتي البعض متحرز ولكن مع تحرزه دخل الغبار إلى جوفه، نقول صومه صحيح، إذا دخل بدون إرادة منه وبدون قصد لإدخاله، صومه صحيح، ولا يؤدي إلى فساد الصوم.

أيضًا في حكم الغبار الغليظ البخار الكثيف، إذا لامس السطح الداخلي للفم وبلَّلَهُ، فإدخاله إلى داخل الجوف عن عمد يؤدي إلى بطلان الصوم، وهذا يصبح عند الاستحمام في فصل الشتاء مثلا، هذا البخار الذي يتكون من الماء الساخن، إذا تنفسه الصائم فيبطل صومه لكونه من الغبار الغليظ، ولكن ليس كل بخار، فالبخار الذي لا يمكن التحرز منه ليس فيه شي، فكلامنا فيما إذا لم يتحرز منه وأدخله الصائم متعمدًا أو أمكنه التحرز ولم يتحرز فيبطل الصوم.

نأتي إلى الدخان، الدخان أيضًا يلحق في الغبار الغليظ، فالدخان يؤدي إلى بطلان الصوم إذا أدخله الصائم إلى جوفه، والمراد من الدخان أعم من أن يكون دخان السيجارة مثلا أو (النارجيلة) أو (القدو) أو الإرجيلة (الشيشة) مثلا، فإدخال الدخان إلى الجوف عن عمد هو في حكم الغبار الغليظ، وبالتالي يؤدي إلى بطلان الصوم.

ولكن بعض العلماء، تكلم حول الدخان، وقال لا يمكن إلحاق الدخان بالغبار الغليظ، كأنما هناك اختلاف بين الغبار وبين الدخان، فالدخان مجرد عن المادة، بينما الغبار فيحتوي على مادة وهي الغبار، فإذا دخل إلى داخل الجوف لا يعد شيئًا ولا يؤدي إلى الإفطار، وهذا رأي الشيخ يوسف (عليه الرحمة)، ورأي السيد فضل الله (حفظه الله)، ولكن على كل تقدير يقول العلماء: الأحوط تجنبه، و بعضهم يقول بأن الدخان لا يؤدي إلى الإفطار ولكن يحرم، فعلى هذا لا يمكن أن نحمّل الفتوى أكثر مما هي عليه، وذلك لأن العلماء والمراجع يختلفون في هذه المسألة، وكل فرد يرجع إلى من يقلد.

ولكن على الأحوط عند بعض العلماء يرى أن الدخان لا يؤدي إلى المفطرات، وأن دخان السيجارة لا تؤدي إلى الإفطار، ولكن فعله حرام، ولا يؤدي إلى الإفطار. وعلى ذلك لا ينبغي للمؤمن أن يتظاهر بذلك، والأفضل أن لا يفعل ذلك لكون المسألة مختلف عليها فقد يكون في الواقع هو من المفطرات، فلماذا يرتكب هذا الفعل؟

وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
 
إلى أعلى إلى الخلف - Back

 

أنت الزائر رقم
1001